ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ..
ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻰ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ" ﺃﻭ Codex Gigas ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻹﺳﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ، ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻝ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻟﺮﻓﻌﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺿﺨﻢ ﻭﺛﻘﻴﻞ ﺍﻳﻀﺎً ، ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﻟﻲ 160 ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ، ﻛﺘُﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺘﻮﻛﻬﻮﻟﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺪ .
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ، ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻛﺘﺒﻪ
ﻭﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻪ ﺧﻄﻴﺌﻪ ﻻ ﺗﻐﺘﻔﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﺳُﺠﻦ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﻬﻠﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍً ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﺎً ﻭﺗﻀﺮﻉ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﻭﻋﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣﻘﺪﺳﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﻮﺕ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺑﺎﻟﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺘﺄﻛﺪﺍً ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻛﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺃﺩﻯ ﻃﻘﻮﺳﺎً ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺻﻼﺓ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳُﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﻤﺎﻣﺎً ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺑﻌﻬﺪﻳﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮﻗﺮﺍﻁ ﻭﺛﻴﻮﻓﻴﻠﻮﺱ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﻭﺻﻴﻎ ﻭﺗﻌﺎﻭﻳﺬ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻤﺪﻥ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺑﻮﻫﻴﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻍ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺎﻡ ﺑﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﺗﺨﻴﻠﺪﺍً ﻟﺬﻛﺮﺍﻩ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻧﺎً ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺳﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻋﺮﻓﺎﻧﺎً ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺠﻤﻴﻞ ، ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻭﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻧﺤﻮ 30 ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻲ ﻋﻤﻞ ﺧﺎﺭﻕ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ، ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﺗﺒﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺔ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻐﺰﺍً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻏﺎﻣﻀﺎً ﻭﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻭﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﻭﺻﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻧُﺸﻴﺮ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺟﺎﺀ ﺃﺻﻼً ﻣﻦ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺒﻴﻨﺪﻳﻜﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻮﺩﺯﻟﻴﺘﺸﻲ "ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﻴﻚ ﺣﺎﻟﻴﺎً" ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺬ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎما.